الجمعة، 2 يونيو 2017

جريج العابد


 
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 
( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى بن مريم، قال : وكان في
 بني إسرائيل رجل عابد يقال له جريج، فابتنى صومعة وتعبَّد
فيها، قال : فذكر بنو إسرائيل عبادة جريج فقالت بغيٌّ منهم :
 لئن شئتم لأفتننه فقالوا : قد شئنا ذاك قال : فأتته فتعرضت له،
فلم يلتفت إليها فأمكنت من راع كان يؤوي غنمه إلى أصل صومعة
جريج فحملت فولدت غلامًا فقالوا : ممن ؟ قالت : من جريج فأتوه
فاستنزلوه فشتموه وضربوه، وهدموا صومعته فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : إنك زنيت بهذه البغيّ فولدت غلامًا فقال : وأين هو ؟
 قالوا : هو ذا قال : فقام فصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه
بأصبعه فقال : بالله يا غلام، من أبوك ؟ فقال : أنا ابن الراعي
فوثبوا إلى جريج فجعلوا يُقَبِّلونه وقالوا : نبني صومعتك من ذهب
 قال : لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت قال : وبينما
امرأة في حجرها ابن ترضعه إذ مَرَّ بها راكبٌ ذو شارة فقالت :
اللهم اجعل ابني مثل هذا، قال فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال :
اللهم لا تجعلني مثله قال : ثم عاد إلى ثديها فَمَصَّه» قال أبو هريرة :
 فكأنِّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي صنيع
الصبي ووضع أصبعه في فيِّه يمصُّها .
 
 ثم مرت بأمه تضرب فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثلها قال : فترك
ثديها وأقبل على الأمة فقال : اللهم اجعلني مثلها قال : فذاك حين
تراجعا... الحديث، فقالت : خلفي مر الراكب ذو الشارة فقلت :
اللهم اجعل ابني مثله، فقلت : اللهم لا تجعلني مثله، ومررت بهذه
الأمة فقلت : اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت : اللهم اجعلني مثلها
فقال يا أمتاه، إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة وإن هذه
الأمة يقولون : زنت ولم تزن وسرقت، ولم تسرق
وهي تقول : حسبي الله )
(رواه البخاري وأحمد وهذا لفظه ومسلم في الأدب وانظر كتابنا:
 الأعلام فيما ورد في بر الوالدين وصلة الأرحام في بقية تخريجه) .
 
من كتاب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

- للكاتب إبراهيم بن عبدالله الحازمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق