الثلاثاء، 6 يونيو 2017

مداراة الناس


عن عائشة رضي الله عنها قالت
 
( استأذن رجل النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال: ” ائذنوا لَهُ
بئسَ أخو العَشيرَة هُوَ ” ، فلما دخل ألان له القول ، قالت عائشة:
فقلت يا رسول الله قلت عنه الذي قلت ثم ألنت له القول!! قال: ”
يا عائشة ، إنّ شَرّ الناس مَنزلة عند اللّه يوم القيامَة من ودَعَهُ
 أو ترَكَهُ الناسُ اتّقاء فُحشه ) .
 (متفق عليه)
 
 لين الكلام وخفض الجناح للمؤمنين من الإيمان .
 أما الفسقة والأشرار فيجب التلطف بهم ومداراتهم ابتغاء تأليف قلوبهم
وتزيين الإيمان لهم أو تجنب أذاهم . وقد نهى الله تعالى عن سب آلهة
الكفار
 
{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
 فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }(28).
 
فمن الدين مداراة السفهاء ، والتلطف بهم دون خنوع وبما لا يزيد من
غرورهم وصلافتهم تجاه الحق. وهذا لا يقلبهم إلى أخيار فإن شر الناس
من أكرم اتقاء شره. والله تعالى يحب الرفق في الأمر كله. أما إظهار العزة
على الكفار ،
 
{ أذلَّة على المؤمنينَ أعزَّة على الكافرينَ } (29)
 
فهو مطلوب في حال المجابهة والخصام مع جموع الكافرين أو ممثليهم
أو المعاندين منهم الذين لا يظهرون أي لين تجاه الحق.
 
قال محمد بن الحنفية(30) رضي الله عنه:
 ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدّا حتى
يجعل الله له منه فرجا .
 
ويبيح هذا الحديث غيبة المجاهر بفسوقه ، ولذلك أحوال محدودة منها
تحذير المسلمين من شره و الاستعانة بهم لتغيير منكره أو شكايته إلى
قاض أو نحوه أو تسميته بما عرف عنه من منكر. أما فيما عدا ذلك
فالغيبة محرمة .
 
{ ولا يَغتَب بَعضُكُم بَعضا ،
 أيُحبّ أحَدُكُم أن يأكُلَ لَحمَ أخيه ميتا فَكَرهتُموهُ } (32).
 
وهكذا يجب على المسلم أن يستعمل هذه الرخص في حدودها فلا يتعداها ،
كما أن عليه أن يجنب نفسه الوقوع في مواضع التهم بحيث يغتابه الناس
أو يظنوا به سوءاً ورحم الله من جَبّ الغيبة عن نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق