الخميس، 8 يونيو 2017

يف توقف طِفلك من الركض بعيداً عنك


ما أن يُتقن أطفالنا المشي و الركض حتى نجد أنفسنا نُلاحِقهم في كُل
مكان.. فهم عادة لديهم كم كبير من الطاقة و يُحبون الانطلاق في شتى
الاتجاهات، المُشكلة في الأمر أنهم لا يستطيعون في هذا العمر الصغير
ادراك الخطر في الابتعاد عنّا و الركض في الشارع أو في الأماكن
المُكتظة، فالأمر بالنسبة لهم مُتعة لكنه مُتعِب و مُقلِق بالنسبة لنا
،حتى أننا قد نمتنع عن اصطحابهم لكثير من الأماكن.
 
 الأمر طبيعي لكُل طِفل في بداية مشيه
 و لكن علينا هنا ادراك أمرَيْن مهمين :
١- علينا توفير المساحة و الحُريّة الكافيّة لأطفالنا للحركة و استغلال
فرص التعلّم دائماً حتى خارج البيت، فإجبارهم على الجلوس أو تقيدهم
في عرباتهم طوال الوقت ليس الخيار الأفضل و إن كان الأسهل.
 
٢- في نفس الوقت من الضروري تعليمُهُم أن هُناك الوقت و المكان
المُناسب لتجولِّهِم و أن هُناك أوقاتٌ أُخرى لا يكون فيه الوضع آمناً
 أو الوقت كافي و عليهم ملازمتنا أو الجلوس في العربة أو المكان
الذي نُحدده لهم.
 
 لكن كيف نفعل ذلك بعقلانية و حُب؟
١- تأكد مِن أن تشرح لِطِفلك مهما صغُر عُمره و تُهيأه لِما هو قادِم
تكلَّم مع طِفلِك في كُل الفُرص و اشرح له الخطر في ابتعاده عنك، و أنك
تحتاج دائماً لبقاءه على مسافة تُمكّنكما من رؤية بعضكما البعض.
 
٢- وفِّر له يوميا فُرصاً للركض و الحركة
من المُهِم جِداً أن تُخصص لِطِفلك وقتاً و مكاناً آمناً يستطيع فيه التجوُّل
و الركض بحريّة و سيُفيدُك كثيراً فِعلٍ ذلك قبل خروجك معه لمكان حيث
تُريد منه البقاء جالساً مثل قبل الذهاب للتسوق في السوبر ماركت مثلاً.
تأكد من أن تُخبره أيضاً بأن هذا المكان آمن و مُناسب
 اذا أراد الركض وحده.
 
٣- ضع حداً و كُن حازِماً
قبل نُزولِكم من السيّارة أو عند وصولِكِم للسوق اشرح لِطِفلِك الموقف "
نحن الآن في مكان كبير مُكتظ ، و أنا أخشى أن تضيع، أُريد أن أتأكد أنك
بأمان " ثُمَّ أعطه خياراً ان كان يُفضٌِل المشي " هل تُحب أن تمشي
 و تُمسك بدي ( أو تبقى بجانبي) أم تجلس في عربتك؟ " اذا اختار
صغيرك المشي معك هذا جيد لكن في اللحظة التي يبدأ فيها بالهرب
 أو الركض عليك حسم الأمر  " سأضعك الآن في عربتك /سأحملك فأنت
لست بأمان عندما تركض بعيداً عني، يُمكننا المُحاولة أكثر
 في المرّة القادمة".
 
بالطبع طِفلُك سيعترض و يصرخ لكن لا تدع هذا الأمر يُربِكك،فقط حافظ
على هدوءك و لا تُبدي أي انفعالات حتى لا يجد طِفلُك الأمر لُعبة .
فبعد عدة مرّات ستجد أن طفلك قد تحسّن في تذكُّر القانون و تقبُّله .
 
٤- عوِّد طِفلك على الإمساك بشيء ما غيرك
أو غير يدك حتى يبقى بآمان دائماً
اعتاد أطفالي مثلاً على الإمساك بباب السيارة و عدم تركه أبداً عند
نزولِهم ريثما أُنزِّل حاجياتهم و أستعد للمشي و قد ساعد هذا الأمر كثيراً
في بقائهم بجواري و أنا مُنشغلة دون الحاجة الى القلق عليهم في مواقف
السيارات. و أحياناً كان يرفض طفلي إمساك يدي أثناء قطع الشارع
فعرضت عليه إمساك طرف عربة أُخته التي أدفعها بجانبه و أصبح
 يفعل ذلك باستمرار.
 
٥- احرص على المُواظبة
ان الاستمرار و المُواظبة على أي أمر هو السر في تعاون الأطفال
 و التزامهم، فلا تُغيِّر القوانين بتغيُّر المواقف و لا تجعل اعتراضهم
 أو بكائهم تهديداً لك، فبعد عدة مرات سيتعلم طِفلك الحد و ستكون الأمور
أسهل. فمثلاً على أطفالي مسك يدي عند العبور في مواقف السيارات
 و قطع الشارع دائماً . و أُذكرهم بذلك في كلمة واحدة
 عند الحاجة" الأيدي" .
 
٦- استغل أوقات اللعب
هناك الكثير من الألعاب التي تُدِّرب طِفلك على الاستماع و التوقف
 كذلك عندما تطلب منه و تُبرمِجه لفعِل ذلك دون أن يشعُر مثلاً:
 
- لُعبة الإشارة الضؤيًّة:
 ابدأ بالمشي مع طِفلِك أو تظاهروا بأنكم سيارات و عليكم التوقف عندما
تُنادي إشارة حمراء و مواصلة المشي عندما تُنادي إشارة خضراء.
 
- لُعبة حركة سكون:
 الحركة عند سماع الأصوات و التوقف عند توقفها.
 
- تدرّب مع طِفلِك على المشي و إمساك الأيدي عندما تكونون في مكان
آمن كالحديقة أو حتى في البيت و ذكِّره القيام بما تدربتم عليه
عندما تكونون في الخارج.
 
و أخيراً تذكَّر أن بقاء طِفلِك مقيداً أو عدم الخروج به نهائياً في هذا العُمر
الصغير يحرمه من تعلُّم التصرُّف بشكل صحيح و البقاء آمناً في الخارج
و سينعكس الأمر عليه كُلما كبر أكثر.. فهذه مرحلة طبيعية من مراحِل
تطورِّه و اذا قررنا تعليم أطفالِنا التصرُّف بشكل صحيح و تعاملنا معها

بهدوء و دون انفعالات ستمُّر بِسُرعة و سُهولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق