الأربعاء، 7 يونيو 2017

الصبر على طاعة الله

📗المراد بالصبر على الطاعة :

الصبر على أداء العبادات والطاعات التي فرضها الله سبحانه على عباده

المسلمين ؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية وتشتهي الربوبية ،

وذلك لثقل أداء العبادات ولا سيما عند تسلط الشيطان وغلبة الهوى

وحب الركون إلى الراحة والخمول والكسل ، فمن العبادات ما يثقل

على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة ، ومنها ما يثقل على النفس

أداؤها بسبب البخل كالزكاة ، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما

معا ، كالحج والجهاد ، فالصبر على الطاعة صبر على الشدائد ،

وحاجة المسلم إلى هذا النوع من الصبر لا شك حاجة ماسة .

قال ابو الحسن الماوردي :

الصبر على امتثال ما أمر الله تعالى به ، والانتهاء عما نهى الله عنه

تخلص به الطاعة ، وبخلوص الطاعة يصح الدين ، وتؤدى الفروض ،

ويستحق الثواب ... ، وليس لمن قل صبره على طاعة حـظ من بر ،

ولا نصيب من صلاح . ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا ويدفع عنها

عقابا كان مع سوء الاختيار بعيدا من الرشاد ، حقيقا بالضلال ... وهذا

النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع ، وشدة الخوف ، فإن من خاف

الله عز وجل صبر على طاعته ، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره .

🌸الصبر على طاعة الله 🌸

🐚قد كـان الهادي الأميـن صلى الله عليه وسلم إماما لأمته ، وقدوة

في صبره على طاعة ربه ، ضرب مثلا عاليا في جهاده لأعداء

الله ودعوة الأمة إلى الصراط المستقيم بعد أن طمس معالم الشرك

والوثنية وقوض آطامها الواهية ، وغرس بذرة التوحيد قوية الجذور

ثابتة الأركان يرفرف عليها لواء العز والنصر والتمكين .

يحتاج العبد إلى الصبر على الطاعة في ثلاث حالات :

1⃣الأولى : قبل الشـروع في الطاعة ، وذلـك بتصـحيح النـية والإخلاص

، والصبر عن شوائب الرياء ودواعي الآفات ، وعقد العزم

على الوفاء بهذه الطاعة .

2⃣الثانية : الصبر حال القيام بالطاعة ، وذلك بملازمة الصبر

عن التقصيـر فيها ، وملازمة استصحاب النية ، وحضور القلب

بين يدي المعبود .

3⃣الثالثة : الصبر بعد الفراغ من الطاعة ، وذلك بالصبر عن الإتيان

بما يبطلها ، والصـبر عن النظر إليها بعين العجب والتعظيم ،

والصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :

قول الحديث

( الصلاة نور والصبر ضياء ) :

الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر

مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني

في بعض الأحيان. أ.هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق