الجمعة، 9 يونيو 2017

الورم الإنسوليني


الورم الإنسوليني (Insulinoma) هو

ورم مصدره الخلايا في البنكرياس التي تفرز الأنسولين، وهي خلايا بيتا.

الأنسولين هو

المنظم الرئيسي لمستوى الغلوكوز، وهو السكر الرئيسي في الدم.



مرض السكري (Diabetes)، الذي يرتفع فيه مستوى الغلوكوز في الدم،

يحدث نتيجة لنقص، جزئي أو كامل، في الأنسولين. ارتفاع مستوى

الغلوكوز في الدم لدى الأشخاص الأصحاء يؤدي إلى إفراز الأنسولين

من البنكرياس إلى الدم، وبدوره يؤدي ارتفاع مستوى الأنسولين

في الدم، بطرق عديدة مختلفة، إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

كما أية خلية في الجسم، كذلك خلايا بيتا في البنكرياس، أيضا، يمكن أن

تكون مصدرا للورم. وتبلغ وتيرة نشوئه نحو 1 - 4 ملايين شخص في

السنة. في (90%) من الحالات، تقريبا، يكون ثمة ورم وحيد يقل قطره

عن 2 سنتيمتر، وعادة ما يكون حميدا، بينما 5 - 15% فقط من الأورام

الإنسولينية هي أورام خبيثة (نقيلية - Metastatic، مع نقائل –

Metastases في العقد الليمفاوية أو في الكبد).

تظهر الاورام الإنسولينية، بشكل أساسي، في

سنوات منتصف العمر (متوسط العمر : 50 عاما). وقلّما يكون الورم

الإنسوليني جزء من متلازمة تشمل أوراما في عدد من غدد الجهاز

الصمّاوي (Endocrine system): الغدة النخامية (Hypophysis)،

البنكرياس والغدة الدريقية (Parathyroid gland).

هذه المتلازمة تسمى "الورم الغدي الصمّاوي المتعدد"

(1 Multiple Endocrine Adenopathy - 1 - MEN)

. وهي متلازمة عائلية, ولذلك يمكن أن يكون للمريض المصاب بالورم

الانسوليني أقارب مصابون بورم انسوليني أو بأورام في الغدة النخامية

أو في الغدة الدريقية. في هذه الحالات يظهر الورم الانسوليني في سن

مبكرة جدا، نسبيا - في العقد الثالث من الحياة.

أعراض ورم إنسوليني

التأثيرات الناجمة مباشرة عن نقص سكر الدم (انخفاض مستوى

الجلوكوز في الدم - Hypoglycemia) هي: التشوش, الصداع, التوهان

الحيّزي (عدم القدرة على التوجه المكاني –

Spatial disorientation), اضطرابات بصرية, تصرفات

غير طبيعية, بل وحتى فقدان الوعي.

المستوى المنخفض للغلوكوز في الدم يمكن أن يعرض الحياة للخطر,

ويمكن أن يسبب الضرر للدماغ، بشكل أساسي، نظرا لأن الغلوكوز

هو المزوّد الرئيسي للطاقة. وتبعا لذلك, فثمة أهمية كبرى للآليات

(الحساسة جدا) التي تنشط عند انخفاض نسبة الغلوكوز في الدم لتقوم

برفعها وإعادتها إلى المستوى الطبيعي، من جديد. والأكثر أهمية من بين

هذه الآليات هي تلك التي تتعلق بإثارة / استيقاظ الجهاز العصبي الودي

(Sympathetic nervous system), الذي يساعد على رفع مستوى

السكر، بواسطة إفراز الكاتيكولامينات (Catecholamines)

(مثل، الأدرينالين - Adrenaline والنورأدرينالين –

Noradrenaline). ومع ذلك, فإن بعضا من تأثيرات نقص سكر الدم

ينشأ، تحديدا، بواسطة الآليات الدفاعية (إفرزا الكاتيكولامينات)،

بما في ذلك التعرق, الارتعاد وتسارع نبضات القلب.

وخلافاً للعوامل الأخرى التي من الممكن أن تسبب نقص سكر الدم بعد

تناول الوجبات, فإن نقص سكر الدم يظهر لدى مرضى الورم الإنسوليني

في وقت الصوم، تحديدا.

تشخيص ورم إنسوليني

يتم تحديد التشخيص لدى ظهور مستوى مرتفع من الأنسولين في الدم،

سوية مع مستوى منخفض من السكر.

إذا لم يصب المريض بحالات من نقص سكر الدم الحادة والتلقائية،

فبالإمكان إجراء فحص صوم, أي, إبقاء المريض صائما لمدة 72 ساعة,

وفحص مستويات الغلوكوز, الأنسولين وببتيد peptide C) C)

(مركب وسطيّ لإنتاج جزيئات الأنسولين) كل 4 - 8 ساعات.

إذا ظهرت على المريض علامات نقص سكر الدم أو إذا كان مستوى

الغلوكوز في الدم 40 ملغ/ ديسليتر أو أقل, فينبغي وقف الفحص

قبل انتهاء الساعات الـ 72.

يتم تحديد تشخيص الورم الإنسوليني على أساس القيم المطلقة, وبشكل

خاص على أساس النسبة بين مستوى الأنسولين وبين مستوى الجلوكوز

في الدم. إذا كانت النسبة أقل من 0.3 فهذا يعزز التشخيص بوجود ورم

إنسوليني.

قد تظهر مستويات مرتفعة من الأنسولين إلى جانب مستويات منخفضة

من السكر، أيضا، لدى أشخاص تم حقنهم بكميات زائدة من الأنسولين

(بطريق الخطأ أو عمداً), كما تظهر أيضا لدى المرضى الذين يتناولون

الكثير من الأدوية من مجموعة سولفونيل – يوريا (هذه الأدوية تستخدم

لخفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، هذه الأدوية تؤدي

إلى زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس, حيث أن كمية كبيرة منها يمكن

أن تسبب ظهور علامات مرضية مشابهة لأعراض الورم الإنسوليني.

ولذلك, بالإضافة إلى قياس مستويات الغلوكوز والأنسولين، من المتبع،

أيضا، فحص الناتج الوسطي (المرحلي) من إنتاج الأنسولين مثل ببتيد

peptide C) C) وطليعة الأنسولين (Proinsulin)، وكذلك مستويات

السلفونيل يوريا في الدم وفي البول. ووفقاً لجميع المعطيات، يمكن

استبعاد أسباب نقص سكر الدم التي هي ليست ورما إنسوليا.

من أجل تأكيد التشخيص، يجب

محاولة تبيان الورم بوسائل التصوير المختلفة، مثل:

التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT)، التصوير بالرنين

المغناطيسي (Magnetic resonance imaging - MRI)، فحص

التفريسة بالنظائر المشعة (Radioactivescan) مع مادة تسمى

أوكتريوتيد (Octreotide) والتصوير فائق الصوت بالتنظير الداخلي

(Endoscopic ultrasound - EUS) (قبل أو خلال العملية).

علاج ورم إنسوليني

إذا كان قد تم اكتشاف ورم في البنكرياس لدى المريض, فينبغي معالجته

بواسطة الاستئصال الجراحي. وهذا ما يتم تنفيذه لدى غالبية المرضى.

أما إذا تم اكتشاف نقائل, فلا جدوى من الاستئصال الجراحي, ويتوجب

المعالجة بواسطة الأدوية التي تكبت إفراز الأنسولين من البنكرياس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق