الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

تدبرات قرآنية

 تدبرات قرآنية

ما وجهه الاختلاف بين الآيتين:-

{ وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا
مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ
وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ (مُشْتَبِهًا) وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ
إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
الأنعام 99

{ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ
مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ( مُتَشَابِهًا )وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ
إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين }
141 الأنعام

فقد استعمل الحق في الآية الأولى (مشتبهاً )
وفي الآية الثانية( متشابهاً ) فما الفرق ؟ وما السر في ذلك ؟

مشتبهاً :-
من الإشتباه والفعل اشتبه أكثر ما يفيد الالتباس والإشكال
فأقول هذا الشيء اشتبه علي بمعنى التبس على .

وقد يؤدى إلى الاختلاط بين الشيئين
بحيث لا يمكن التميز بينهم
أما متشابه:-
فأكثر ما يفيد التشابه بين شيئين سواءً أدى ذلك إلى الالتباس أم لم يؤد
والتشابهه قد يكون فى وجه واحد من الأوجه أو فى أمر بسيط لكن
لا يصل لدرجة الإشكال أو الاشتباه أو الالتباس

ولو تأملنا الآية الأولى
قال فيها تعالى :-
(انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه)
هنا تشير إلى تسلسل عملية النمو والإنبات
والنبات فى هذه المرحلة يحتاج الى دقه تأمل وملاحظه قويه لمعرفة
الفرق بين أنواعه فهذه دعوة للتأمل والاعتبار،فجاء هنا( مشتبها )

اما الآية الثانية
جاء فيها قوله تعالى:-
(مختلفا أكله)
أى أن الثمار قد اكتملت ونضجت وهى هنا متشابهه فى الشكل ولكن
غير متشابهه فى الطعم فالثمار هنا (متشابهه ) فى وجه واحد وليست
(مشتبهة) بخلاف الآية الأولى
فجاء معها (متشابها)
وقال تعالى بعدها :-
( كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده)
فهذا أمرُ بالأكل لأن الثمار نضجت
بخلاف الآية الأولى , كان الأمر فيها بالنظر والتأمل فقط

وإذا نظرنا إلى أوراق وثمار نباتى الزيتون والرمان لوجدنا الأوراق
شديدة التشابهه ولا يستطيع التفرقة بينهم إلا الخبير بالنبات
فيكون هنا (مشتبها )

ولكن بعد نضج الثمار فإن الأمر يختلف ويصبح الطعم مختلف فيكون
تشابههم فى وجه واحد وليس فى كل الأوجه
فيكون هنا (متشابهه) فقط
فهى متشابهه ورقها مختلف طعمها

أفلا يتدبرون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق