الخميس، 2 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (126)

 موسوعة المؤرخين (126)



ابن العديم .. نسبه ومولده (02)
ابن العديم .. مكانته والوظائف التي تولاها
قال ابن العديم: كان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب
رحمه الله كثيرَ الإكرام لي، وما حضرت مَجلسَه قطُّ، فأَقْبَل على أحدٍ إقبالَه
عليَّ مع صِغَر السن . فالرجل كان مقربًا من السلطان؛ لمكانةِ أسرته
في البلد جاهًا وعِلمًا، ورثهما كابرًا عن كابر، وعندما توفي والده، وانتقل
إلى مدرسة "مدرس شاذ بخت" -وهي من أجَلِّ مدارس حلب في ذلك
الوقت- وُلِّيَ ابن العديم التدريسَ بها في ذي الحجة سنة 616هـ، وعمره
يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة، هذا وجلس أعمر ما كان بالعلماء والمشايخ،
والفضلاء الرواسخ، إلا أنَّه رُئِي أهلاً لذلك دون غيره، وتصدَّر وألْقَى
الدرس بجنان قوي، ولسان لوذعي، فأبهر العالم، وأعجب الناس .
وقال ابن شداد: تولَّى التدريس في "الحلاوية" كمال الدين بن العديم،
ولَم يزل مُدرسًا بها حتى كُتِبَ عليه الجلاء مع مَن كتب عليه من أهل
حلب . ولا شَكَّ في أنَّ ابنَ العديم كان يتولَّى التدريسَ في أعظمِ مدارس
حلب، ويُلقي الوَعْظَ في أكثرِ منابرها، فيُفيد الناس من فيض معرفته
وغزير علمه، وقد قُلِّدَ القضاء، فكان فيه كأبيه وجده يفصل بين الناس
في أمور دينهم ودُنياهم، ويتمتع بإعجابهم وإكبارهم .
وكان كمال الدين بن العديم إلى جانب دروسه وحلقاته العلمِيَّة في جوامع
حلب ومدارسها- يَجتمع إلى الملوك والأمراء والوُلاة والخلفاء، كما أنَّه
قام بعديد من الرحلات، فقد زار مصر وبغداد، واجتمع فيهما بالكثير من
العلماء والشعراء والوزراء، كما زار قلعة "الراوندان" ومدينة
"سُرَّ مَن رَأى" (سامراء) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق