السبت، 4 سبتمبر 2021

حين تأتي العاصفة

 حين تأتي العاصفة


أ.أناهيد السميري

حين تأتي عاصفة مثل هذه العاصفة التي هبت على الناس، وأرتهم قدرة
الله عزّ وجلّ تكثر الآراء التي تحتاج إلى تمحيص، ويدلي كلٌّ بدلوه،
سواء كان أهلا للإدلاء أو لم يكن، ومن هذه الآراء :
▪من يتبنى فكرة أن هذه الأزمة هي حرب بيلوجية !

ولهؤلاء نقول: إن من ينحو بالأمر هذا المنحى يظهره
على أنه ليس من قدرة الله سواء قصد أو لم يقصد، لأنه
ينسب هذا الأمر الجلل لأفعال الناس، وليس لفعل الله.

ونقول: إن من يرى كل هذه الآية ثم ينسبها لأفعال الناس; فهو لم يستفد
أبدًا من الدرس، لأن الدرس يقول : إن الله على كل شيء قدير، وهو
يصر على أن الدولة الفلانية أو غيرها قادرة على كل شئ ، وأنها هي
التي تتحكم في العالم !!

هذا هو مفاد قوله شاء أم أبى، وهو بهذا يناصر الإلحاد،
شاء أم أبى، وكلامه فيه تجاهل لقدرة الله، وتجاهل لحقيقة أنه لا يفعل
أحد في الكون إلا الله.

▪ومن ذلك من يقول أنها مجرد (انفلونزا )،
ولكنهم يقومون بحرب اقتصادية علينا!

ولهؤلاء نقول: وهذه الخسائر التي يدفعون هم ثمنها؟
هل سيخططون لانهيار اقتصادهم؟!

وحتى لو أرادوا ما أرادوا; فكم من أمور يخططون لها;
لكنها لا تقع إلا بقدر الله؟!

▪ومن ذلك من يبقى يدندن حول تعظيم القوم، و قول أنهم انتصروا على
الوباء، وينشر أخبارًا لا يعلم مدى حقيقتها، ولا يعلم أنه مسؤول عما
ينشر، ولا يعلم أن الصواب في الفتنة أن لا تخبر ولا تستخبر، لأن الفتنة
أتت لتذكر الناس بالله، لا لتذكرهم بالمرض أكثر من الله!

ولهؤلاء نقول: متى ستذكر الله إن كنت
طوال الوقت تتابع وتنشر تطورات المرض التي لا تدري مدى صحتها؟!

متى ستذكر أن العبادة في الهرج - القتل وكثرة الفتن - كهجرة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!

هذه الأزمة التي نمر بها ستضيع على المؤمنين المتقين بكثرة الكلام
عن المرض وعدم ذكر الله!

في الدقيقة الواحدة التي تتكلم فيها تستطيع أن تقرأ آيتين،
أو تسبح مائة تسبيحة !
متى وقت التوبة ؟
ومتى وقت الاستغفار ؟
ومتى وقت العودة لرب العالمين ؟

كل شيء كان عاديا أصبح غير عادي،
وكل ما كنّا نستطيع فعله أصبحنا لا نستطيع فعله!
أصبحت الأحوال تتغير بطرفة عين، ننام
على حال لنصبح على حال أخرى!

ماذا ننتظر لنتعظ ؟؟ أن يحضر ملك الموت؟

لو لم نتذكر بهذه الآيات سيكون العقاب أن يضرب الله على قلوبنا
بالقسوة، ثم يأتي الأشد منه دون أن نشعر بشيء، والعياذ بالله!

كلفك الله بذكره ، وشكره ، والاشتغال بعبادته، أما غير ذلك فلسنا مكلفين
به، وليُعلم أن الاشتغال بغير ذلك يصدر عن قلوب ضُربت عليها القسوة;
فأصبحت تنشر قسوتها على المجتمع، حتى بات الناس لايفكرون
في فترة البلاء ماذا يجب عليهم؟

ينتظرون الفرج قبل أن يحسنوا العمل في البلاء !
أحسن في البلاء، فالفرج آت آت،
وهذه سنة الله عزّ وجلّ أن يبتلينا بالأزمات ثم يكشفها،
فليكن همك عن ماذا ستكشف؟
عن أناس عابدين، طائعين، مستغفرين، قد زادوا في أورادهم،
وفي أذكارهم، وفي صلاتهم، وفي نصحهم، وفي أمرهم بالمعروف
ونهيهم عن المنكر، و في خدمة دينهم، أو كشفت عن أناس ظهرت
عليهم آثار قسوة القلب؟!

حتى لو انفرجت الأزمة; لا شيء سينفعك إن خرجت بقسوة القلب،
والعياذ بالله!

لأجل ذلك :
على طالب العلم خاصة، وعلى المتقين عامة أن يكون هذا الوقت بالنسبة
لهم وقتًا للاعتكاف على ذكر الله، وتلاوة القرآن ، ونشر الحق .

حرجوا على أنفسكم سماع الأخبار حتى لا تضيعوا هذا الوقت فيما لم
يطلب منكم الاشتغال به، و من ثم تتركوا ماطلب منكم الاشتغال به!
إذا فعل الصالحون هذا; فأي شيء يفعل الفاسقون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق