الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

الخسوف وعلامات الساعة (1)

 

الخسوف وعلامات الساعة (1)


جاء في صحيح مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:
اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ:
«مَا تَذَاكَرُونَ؟» قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ
قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ -فَذَكَرَ- الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ
مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَيَأَجُوجَ
وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ
بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ ".
[صحيح مسلم ح (2901)].

قوله في الحديث:
(وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ
، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ)
هذا في رواية مسلم، وعند الطبراني: عن سليمان بن يسار قال سمعت
أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول:
(سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة
العرب) فقالت: يا رسول الله يخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ فقال لها
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان أكثر أهلها الخبث).

♦ والخسف ذهاب الشيء وغيابه، ومنه خسوف القمر، وخسف الله بفلان
الأرض غيبه فيها، وخسف المكان انشقت الأرض وغاب فيها.

♦ وكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستعيذ من الخسف لأنه عذاب
فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ:
لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هَؤُلَاءِ اَلْكَلِمَاتِ حِينَ يُمْسِي
وَحِينَ يُصْبِحُ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اَلْعَافِيَةَ فِي دِينِي، وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي، وَمَالِي،
اَللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي،
وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ
مِنْ تَحْتِي.. قال وكيعٌ: يعني الخَسْفَ [أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ،
وأبو داود وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ].

واستعاذ من الخسف لأن الأخذ من أسفل أشنع.

♦ وقد توعد الله تعالى الكفار بالخسف، قال عز وجل:
{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ
أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }
[النحل: 45].. لكنه حلمه.

{ أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا
ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلًا }
[الإسراء:68].

{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }
[الملك:16].

{ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا
وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ
وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
[العنكبوت:40].

{ أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }
[سبأ:9].

والخسف واقع في الأمة غير الذي قبل قيام الساعة بسبب كثرة الذنوب:
♦ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ [قذف بالحجارة أو نحوها
تأتي من السماء])، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ:
(نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الخُبْثُ) [الترمذي وصححه الألباني].

♦ روى البخاري عن سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنه- حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ –
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ
فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

وفي البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه –
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم-:
(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ،
إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)...
وهو من العصاة الذين لا تأكل الأرض جسده.

♦ وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف
والقينات واستحلت الخمر) [الطبراني عن سهل بن سعد].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق