الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

موسوعة المؤرخين (125)

 موسوعة المؤرخين (125)



ابن العديم .. نسبه ومولده (01)
هو كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى
بن زهير بن أبي جرادة، المعروف بابن العديم ، وكان ابنُ أبي جرادة
صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وينتهي نسبُ
ابن العديم إلى قبيلة عقيل ممن كانت إمارتُهم بأرضِ العراق والجزيرة؛
ولذلك فإنَّ ابنَ العديم يُدْعَى بالعقيلي، وبذلك يكون ابنُ العديم عربِيَّ النَّسَب
. وقد وُلِدَ ابن العديم بحلب في ذي الحجة 588 هـ، وعندما بلغ السابعة
من عمره، ذهب إلى المكتب، وفي المكتب ظهر نبوغ الطفل؛ حيث استطاع
كتابةَ البسملة رغم صِغَره، واستطاع تقليد خط معلمه، فتفرَّس فيه الناسُ
النجابةَ والذكاء .

نشأة ابن العديم وحياته
نشأ ابنُ العديم بحلب في أسرة واسعة العلم والثَّراء، وكان أبوه ميسورَ
الحال، فقد ذكر ياقوت الحموي عن ابن العديم قولَه: "وخرجنا إلى ضَيْعةٍ
لنا"، وكان مَن مَلَك ضَيْعَةً في ذلك الوقت في مَقْدوره أن يبذلَ وأن يسخوَ
في سبيل ولده حتى يبلغَ من الثقافة والعلم مَبلغًا عظيمًا . وقد ظهرت
علاماتُ النَّجابة والذَّكاء على مُؤرخنا منذ طفولته ، فقد ختم القرآن الكريم
وهو في التاسعة من عمره، وقرأ بالعشر وعمره عشر سنين، وكان والدُه
يجهل أصولَ الخط، ولم يكن خطه بالجيد، فأراد أن يتقنَ ابنُه هذا الفرع
من العلم، ولذلك فقد عمل على تشجيعه ، حتى أضْحَى صاحِبَ خطٍّ منسوب
لابن البواب . ويبدو أنَّ ابنَ العديم عمل كأجداده وآبائه، فأخذ من كلِّ
علم بطرف منذ نعومة أظْفَارِه، فقد قال فيه ياقوت الحموي:
لم يعتنِ بشيء إلاَّ وكان فيه بارزًا، ولا تَعاطَى أمرًا إلاَّ وجاء فيه مُبَرَّزًا .
وقد اصطحبه أبوه معه في رحلاته، فسافر في صُحبته إلى بيتِ المقدس
ودمشق مَرَّتين، كانت أولاهما في سنة 603هـ وعمره خمس عشرة سنة،
وثانيهما في سنة 608هـ وعمره ثماني عشرة سنة، وجمعه بالمشايخ
بالقدس ودمشق فأفاد منهم وتعلم، ثم رحل به إلى العراق والحجاز .
ويقول ياقوت الحموي عن ابن العديم: رَبُّ ضِياعٍ واسعة، وأملاكٍ جَمَّة،
ونعمةٍ كبيرة، وعبيد كثيرة، وماء وخيل ودوابَّ، وملابسَ فاخرة وثياب...
. وذكر عنه أيضًا أنه بعد موت أبيه اشترى دارًا كانت لأجداده قديمًا
بثلاثين ألف درهم ، فهُم إذًا على غِنًى كبير، وسَعَة في الرِّزْق والعيش،
وأسرة ناعمة مرفهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق