الثلاثاء، 5 فبراير 2013

ما صحة تحصل على 240 حسنة

السؤال :
 
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظك الله وأثابك الخير
 
الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ
 
مرة واحد رايح السوق يتسوق ،المهم و هو ماشي لقا مكتوب على
جدار محل من المحلات و بخط كبير و عريض
 
{ الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ }
كان يقراها و هو يقرا مر جنبه واحد كان يشوفه قاعد يقرا وقاله تدري:
انك حصلت على 240 حسنة ؟؟؟
و حتى الي كاتبها على الجدار حصل على 240 حسنة ؟؟؟
و حتى انا كاتب الموضوع حصلت على 240 حسنة ؟؟؟
بنات بالله عليكم خدت منكم اكثر من 3 دقايق ؟؟
و حتى انت يلي قاعدة تقراي الموضوع اضغطي على FORWARD
و حطي ايميلات اصحابك ومعارفك واضغطي على SEND علشان تحصل
على 240 حسنة و انت قاعده بمكانك و شوف الاجر الي بيجيلك من 
  غير ماتسوي شي وحتى انا نقلت الموضوع إن شاء الله احصل على 240 حسنة
هل فعلا قول { الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ } لها 240 حسنه ؟
 
وهل هناك دليل على هذا ؟
 
 
الجواب :
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
أما إلزام الناس بإرسال رسائل بريدية أو رسائل جوّال ، فإن هذا –
بارك الله فيك - من باب إلزام الناس بما ليس بِلازم .
وهذا من العبث !
ولا يجوز إلزام الناس بمثل هذا ، أو يُوضَع في ذِمم الناس !
ويُحمّل الناس مثل هذا .
أما المسألة الثانية ، وهي أن شخصاً مرّ بِمحلّ كَتَب صاحبه عليه أول آية
الكرسي ...
فما في هذه الرسالة خطأ من وُجوه :
 
الأول
 
أن كتابة الآيات على الجدران والمحلاّت خِلاف السنة ،
 ومن شرط قبول العمل أن يكون على السُّـنَّـة .
 
الثاني
 
أن القرآن أُنزِل للتدبّر والعمل ، لا لأن يُكتَب على الجدران ،
ولا لأن تُزيّن به المجالس !
 
الثالث

أن العِبرة ليست بِالعمل بِقدْر ما هي بأمرين :
 
1 – قَبول العمل .
 
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ،
فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ،
 فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن
غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟
 
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
وقال فضالة بن عبيد :
 
[ لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ،
 لأنه تعالى يقول :
 
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ]
وكان مُطَرِّف يقول :
 
[ اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم .
اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول :
 
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ]
 
 
2 – المحافظة على حسنات العمل ، وإن قَـلّ .
 
( فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصّدّق ،
 وتؤذي جيرانـها بلسانـها ،
فقال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم :
 لا خير فيها هي من أهل النار .
قيل : وفلانة تصلى المكتوبة ، وتصّدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ،
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة )
 رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك
 وهو حديث صحيح .
 
فليست العِبرة بأداء العمل ، بِقدر ما هي العِبرة بقبول العمل ،
ثم المحافظة على حسنات ذلك العمل من أن تذهب أو تضيع !
 
الوجه الرابع
 
 أن الذي يقول مثل هذا ، قد يَغترّ ، ويَظن أنه حصل على آلاف الحسنات ،
 ثم قد يَحمِله هذا ويَدفعه إلى فِعل السيئات ، أو الإدلال على الله بالعمل . 

قال ابن القيم :
 
[ وخَصّ الذِّكْر بالْخِيفة لِحَاجَة الذَّاكر إلى الْخَوف ، فإن الذِّكْر يَستلزم
 الْمَحَـبَّة ويُثْمِرها ولا بُدّ ، فمن أكثر من ذِكر الله تعالى أثمر له ذلك محبته ،
والمحبة ما لم تقرن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل قد تضرّه ،
لأنها توجب الإدلال والانبساط ، وربما آلت بكثير من الجهال المغرورين
 إلى أنهم استغنوا بها عن الواجبات ]
 اهـ .
 
فهذا قد يضرّ بصاحبه أكثر مما ينفعه ، وقد يشتغل بعض الناس بِحساب
الحسنات عن حقيقة العمل ، فيكون يشتغل بِصورة العمل عن حقيقته !
وفرق بين إنسان عنده صورة العمل ، وآخر عنده حقيقة العمل !
والفرق بينهما كالفَرْق بين حقيقة الإنسان وصورته !
 
والمقصود أن لا يُشتَغل بِحساب الحسنات وعدِّها عن مسائل أهم ،
من اتِّباع السنة إلى قبول العمل ، إلى غير ذلك .
 
والله المستعان .
 
الشيخ عبد الرحمن السحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق