دخل أبو بكر المروزي على الإمام أحمد فقال له
:
يا أحمد ! كيف أصبحت ؟
فقال
أحمد: وكيف يصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض، ونبيه يطالبه بأداء
السنة، ونفسه تطالبه بهواها، والملكان يطالبانه
بتصحيح العمل،
وإبليس يطالبه بالفاحشة، وملك الموت يطالبه بقبض
روحه؟!!
سُئل بعض الصالحين : كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحنا أضيافًا مُنيخين بأرض غربة ، ننتظر متى
نُدعَى فنجيب .
وقيل لآخر : كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت وبنا من نعم الله ما لا يُحصَى ، مع
كثير ما يُعْصَى
فلا
ندري على ما نشكر : على جميل ما نَشَر ، أو على قبيح ما ستَر
.
وقال رجل لأبي تميمة : كيف أصبحت
؟
قال :
أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل :
ذنوبٍ ستَرها الله فلا يستطيع أن يُعَيِّرَني بها أحد
، ومودةٍ قذفها الله في
قلوب
العباد لا يبلغها عملي .
وقيل لمحمد بن واسع : كيف أصبحتَ ؟
قال : ما ظنك برجلٍ يرتحِلُ إلى الآخرةِ كلَّ يومٍ
مرحلةً ؟!
وقيل للإِمام مالك ـ رحمه الله ـ : كيف أصبحتَ ؟
فقال : في عمر ينقص ، وذنوب تزيد .
وكان الربيع بن خُثَيْم إذا قيل له : كيف أصبحتَ
؟
قال :
ضعفاءَ مذنبين ، نأكل أرزاقنا ، وننتظر آجالنا
.
وقال المزني : دخلتُ على الشافعي في عِلَّته التِي
مات فيها ،
فقلتُ
: كيف أصبحتَ ؟
فقال :
أصبحتُ من الدنيا راحلًا ، وللإخوان مفارقًا ، ولكأسِ المنيةِ
شاربًا ،
ولسوء الأعمال ملاقيًا ، وعلى الله واردًا
،
فلا
أدري : أروحي تصير إلى الجنة فأحيِّيها ؟! أم إلى النار
فأُعَزِّيها ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق