الاثنين، 31 يوليو 2017

اسم الله الوكيل


{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ

فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

في هذه القصة قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن قريش اجتمعت لك،

فماذا كان موقفه؟ هم الآن يُخيفون النَّاس، ولمَّا يُخيفك أَحد مِن النَّاس

مـــاذا تقول؟ (حسبنا الله ونعمَ الوكيل).

إذن متى تستعمل اسم الوكيل؟

إذا خَشيتَ مِن ضررٍ يقع عليك مِن أحد، خصوصًا لو كان هذا الضَّرر جاء

بصورة التَّخويف، أي أنّ أحدًا جاء يُخَوّفِك مِن هذا الضرر، يقول لك مثلًا:

(عامِل فلان جيدًا وإلا ففلان هذا وراءه شر).

ولابد أن يكون في داخلك مُعْتَقَد، أن كل الأدعية هذه مثل السيف، والسيف

بضاربهِ، أي أنّ السيف يقطع ولاتوجد فيه أيّ مشكلة، لكــن ماذا تحتاج

أنت؟ تحتاج يَدًا قوية تَضرب بالسَّيف. الأدعية كلها مِثل السيف،

والسيف متى ينفع؟ بقلب، فعلى حسب قوة اعتقادك ينفعك الدعاء.

من أجل ذلك قد يدعو الشخص بدعاء ويكون في موطن صحيح ثم بعد ذلك

لا يخرج بنتيجة، مِثل أناس كثيرين يقرؤون آية الكرسي عند النوم،

وقد أتى الوعد أنه لا يَقرَبك شيطان، لكنهم ينامون ويحلمون أحلام

مزعجة، فمــــاذا نقول لهم؟ نقول بأن آية الكرسي مثل السَّيف، والسَّيف

بقوة ضاربهِ، فماذا يجب أن تفعل في قلبك؟ أولًا تعتقد بكل الموجود

في آية الكرسي، ثم تَتلوها بِلسَانك.

ومِثله لمَّا تأتي تَخاف من أحد، لاتتخيل أن حروف هذا الدعاء هي التي

سَتنفَعك، حروف هذا الدعاء عبارة عن تَرجمة لاعتقاد قامَ في قلبك،

وعلى ذلـــك كل الأدعية استعمِلوها بهذه الصورة، فلمَّا تأتيك وعود

عظيمة على أدعية لا تستغربِ، لأن هذه الوعود العظيمة مَبنية على فَهمك

لهذا الدُّعاء، مِثل سَيد الاستغفار، فقد أتاك وَعد أنك إذا قلت سيد الاستغفار

في الصباح ومِتَّ، تدخل الجنًّة، ما بينك وبين الجنَّة إلا الموت، ولو قلته

في المساء أيضًا ما بينك وبين الجنًّة إلا الموت، وهذا الدُّعاء كُله على

بعضهِ مجرد سطرين، ويأخذ من الوقت بالكثير دقيقتين، فلمــاذا هذا

الوعد العظيم على هذا النص؟ لأنك لو فهمت تفاصيلهُ، لو وَقَعَ في قلبك

قوة الذُّل، وقوة البَراءة، وقوة الخوف من ذنبك، كل هذا مُؤهِلٌ لك أن يُغفَر

لك، فَتُقبِل على الله مغفورًا لك.

فنشّط اعتقادك، يعني اقرأ معاني النصوص مرة أخرى،

واقرأ ما تدل عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق