الأحد، 30 يوليو 2017

ثم يبكى حتى تسقط أشفار عينيه

قال أبو إسحاق الحميسى:

دخلت على يزيد الرقاشى وقت الظهيرة فى بيته وهو يتمرغ

على الرمل مثل الجرذة , وهو يقول: ويحك يا يزيد!

من يصوم عنك؟! من يصلى عنك؟! من يترضى لك ربك من بعدك؟!

ثم التفت إلى , فقال: يا معشر الناس!

ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقى حياتكم؟!

من الموت موعده , والقبر بيته , والثرى فراشه , والدود أنيسه ,

وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ,

ثم لا يعرف منقلبه إلى الجنة أو النار ,

ثم يبكى حتى تسقط أشفار عينيه .

عن هشام , أن أباه وقعت فى رجله الأكلة ,

فقيل: ألا ندعو لك طبيبا؟

قال: إن شئتم. فقالوا: نسقيك شرابا يزول فيه عقلك؟

فقال: امض لشأنك , ما كنت أظن أن خلقا يشرب ما يزيل عقله

حتى لا يعرف به فوضع المنشار على ركبته اليسرى ,

فما سمعنا له حسا , فلما قطعها جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت ,

ولئن ابتليت فقد عافيت.

وما ترك جزأه بالقرآن تلك الليلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق