الخميس، 3 أغسطس 2017

السجود قد أثر فى عظام الجمجمة


عن مالك بن أنس قال:

كان صفوان بن سليم يصلى فى الشتاء فى السطح ,

وفى الصيف فى بطن البيت , يتيقظ بالحر والبرد , حتى يصبح ,

ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم ,

وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من الليل , ويظهر فيه عروق خضر.

وقال ابن عيينة: أخبرنى الحفار الذى يحفر قبور أهل المدينة ,

قال: حفرت قبر رجل , فإذا أنا قد وقعت على قبر فوافيت جمجمة ,

فإذا السجود قد أثر فى عظام الجمجمة ,

فقلت لإنسان قبر من هذا؟

فقال: أو ما تدرى؟

هذا قبر صفوان بن سليم.

قال أحمد بن أبى الحوارى:

دخلت على أبى سليمان الدارانى فوجدته يبكى فقلت له:

وما يبكيك يا سيدى؟

فقال لى: يا أحمد إن أهل المحبة إذا جن الليل عليهم

افترشوا أقدامهم فدموعهم تجرى على خدودهم بين راكع وساجد ,

فإذا كانوا كذلك أشرف المولى جل جلاله عليهم ونادى:

يا جبريل بعينى من تلذذ بكلامى واستراح إلى مناجاتى ,

وإنى لمطلع عليهم أسمع كلامهم وأرى حنينهم وبكاءهم ,

فناد بهم يا جبريل وقل لهم:

ما هذا الجزع الذى أراه بكم هل أخبركم مخبر أن

حبيبا يعذب أحبابه فى النار؟!

لا يليق هذا بعبد ذميم فكيف بالملك الكريم ,

فبعزتى أقسمت لأجعلن هديتى لهم إذا وردوا على يوم القيامة

أن أكشف لهم عن وجهى الكريم ثم أنظر إليهم وينظرون إلى

أفتلومنى يا أحمد إن بكيت عن تخلفى عن هؤلاء القوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق